قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. logo إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
shape
مجموعة محاضرات ودروس عن الحج
175168 مشاهدة print word pdf
line-top
مقدمة عن مكانة الحج في الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي شرع حج بيته العتيق، وأمر خليله أن يؤذن في الناس بالحج ليأتوه من كل فج عميق، وخفف عن غير المستطيع، ومن لم يأمن الطريق، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنجي صاحبها يوم لا ينجي قريب ولا صديق، وأشهد أن محمدا عبد الله، ورسوله ونبيه وخليله سيد ولد آدم وهو بذاك خليق، صلى الله عليه وعلى أهله وصحبه الذين نقلوا إلينا من الدين كل أمر جليل ودقيق.
أما بعد:
فإنه يسر قسم الدعوة والإرشاد بالمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالحمراء ووسط جدة أن يقدم لكم مناسك الحج والعمرة على طريقة السؤال والجواب.
وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ .
مرحبا بكم ضيوف الرحمن، يا من لبيتم نداء الخليل عليه الصلاة والسلام حين دعاكم لحج بيت الله الحرام اعلموا أيها الكرام، أن حج بيت الله تعالى من أفضل القربات وأجل الطاعات؛ إذ هو ركن من أركان الإسلام ومبانيه العظام. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا .
وجعل الله تعالى حج بيته المعظم سببا لتكفير السيئات ونيل الحسنات، ورفع الدرجات، ودخول الجنات بشرط أدائه كما أمر الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه فالرفث: يطلق ويقصد به كل ما يريده الرجل من المرأة، ويقصد به الفحش في القول، ولم يفسق: لم يأت بمعصية وقوله: ( كيوم ولدته أمه )، أي بغير ذنب.
وقال صلى الله عليه وسلم: الحج يهدم ما قبله أي ما قبله من الذنوب، وإذا كانت هذه منزلة الحج؛ فعلى المسلم أن يحرص على أدائه أداء صحيحا حتى يقبل حجه، ويغفر ذنبه، ويتيسر أمره.

line-bottom